کد مطلب:168091 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:182

وقایع الیوم السابع من المحرم
بعد أن روی الخوارزمی فی مقتله قصة المواجهة بین جماعة بنی أسد الذین استجابوا لدعوة حبیب بن مظاهر(رض) وبین خیل عمر بن سعد (أ ربعمائة فارس) بقیادة الازرق بن الحرث الصدائی، وكیف انهزمت مجموعة بنی أسد بعد قتال شدید، و رجوعهم إلی حیّهم، ثمّ ارتحالهم عنه فی جوف اللیل خوفاً من بأس جیش ابن سعد، وعودة حبیب (رض) إلی معسكرالامام (ع)!

یتابع الخوارزمی سرد بقیّة قصة كربلاء فیقول: (ورجعت تلك الخیل حتّی نزلت علی الفرات، وحالوا بین الحسین وأصحابه وبین الماء، فأضرّ العطش بالحسین وبمن معه، فأخذ الحسین (ع) فأساً، وجاء إلی وراء خیمة النساء، فخطا علی الارض تسع عشرة خطوة نحو القبلة، ثمّ احتفر هنالك فنبعت له هناك عین من الماء العذب! فشرب الحسین وشرب النّاس بأجمعهم! وملاؤا أسقیتهم، ثمّ غارت العین فلم یُرَ لها أثر!

وبلغ ذلك إلی عبیداللّه فكتب إلی عمر بن سعد: بلغنی أنَّ الحسین یحفر


الابار ویصیب الماء فیشرب هو و أصحابه، فانظر إذا ورد علیك كتابی هذا فامنعهم من حفر الابار ما استطعت، وضیّق علیهم ولاتدعهم أن یذوقوا من الماء قطرة! وافعل بهم كما فعلوا بالزكیِّ عثمان! والسلام.). [1] .

(فلمّا ورد علی عمر بن سعد ذلك أمر عمرو بن الحجّاج أن یسیرفی خمسمائة راكب، فینیخ علی الشریعة، ویحولوا بین الحسین وأصحابه وبین الماء، وذلك قبل مقتله بثلاثة ایّام، فمكث أصحاب الحسین عطاشی). [2] .

(وناداه عبداللّه بن أبی حصین الازدی (عبداللّه بن حصن الازدی) [3] فقال: یا حسین ألا تنظر إلی الماء كأنّه كبد السماء! واللّه لاتذوق منه قطرة حتّی تموت عطشاً! فقال حسین: أللّهمّ اقتله عطشاً ولاتغفر له أبداً.قال حمید بن مسلم: [4] واللّه


لعُدْتُه بعد ذلك فی مرضه،فواللّه الذی لاإله إلاّ هو لقد رأیته یشرب حتی یبغر! [5] ثم یقیء ثم یعود فیشرب حتّی یبغر فما یروی! فما زال ذلك دأبه حتّی لفظ غُصَّته یعنی نفسه!). [6] .

ویواصل الطبری قصة منع الماء یوم السابع من المحرّم قائلاً:(ولمّا اشتدّ علی الحسین وأصحابه العطش دعا العبّاس ‍ بن علیّ بن أبی طالب أخاه، فبعثه فی ثلاثین فارساً وعشرین راجلاً، وبعث معهم بعشرین قربة، فجاءوا حتّی دنوا من الماء لیلاً، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملی، فقال عمرو بن الحجّاج الزبیدی: من الرجل!؟ فَجِی ءْ! ما جاء بك!؟

قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذی حلاتمونا عنه!

قال: فاشرب هنیئاً!

قال: لاواللّه، لاأشرب منه قطرة وحسین عطشان ومن تری من أصحابه! فطلعوا علیه، فقال:لاسبیل إلی سقی هؤلاء! إنّما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء!

فلمّا دنا منه أی نافع أصحابه قال لرجاله: إملؤا قربكم!

فشدَّ الرجّالة فملؤا قربهم، وثار إلیهم عمرو بن الحجاج وأصحابه، فحمل علیهم العبّاس ابن علیّ ونافع بن هلال فكفّوهم! ثمّ انصرفوا إلی رحالهم فقالوا:


إمضوا! ووقفوا دونهم، فعطف علیهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه، واطّردوا قلیلاً،ثمّ إنّ رجلاً من صُدَاء طُعِن، من أصحاب عمرو بن الحجّاج، طعنه نافع بن هلال، فظنّ أنها لیست بشیء، ثمّ إنّها انتقضت بعد ذلك فمات منها! وجاء أصحاب حسین بالقرب فأدخلوها علیه.). [7] .

وفی روایة ابن أعثم الكوفی: (... فاقتتلوا علی الماء قتالاً عظیماً!فكان قوم یقتتلون وقوم یملؤون القرب حتّی ملؤها،فقُتل من أصحاب عمرو جماعة ولم یُقتل من أ صحاب الحسین أحد! ثُمَّ رجع القوم إلی معسكرهم وشربالحسین من القرب ومن كان معه.). [8] .

وفی روایة البلاذری: (ویُقال إنهم حالوا بینهم وبین ملئها،فانصرفوا بشیء یسیر من الماء، ونادی المهاجر بن أوس ‍ التمیمی: یا حسین ألا تری إلی الماء یلوح كأنّه بطون الحیَّات، واللّه لاتذوقه أو تموت! فقال: إنّی لارجو أن یوردنیه اللّه ویحلاكم عنه.

ویُقال: إنّ عمرو بن الحجّاج قال: یا حسین! إنّ هذا الفرات تلغ فیه الكلاب وتشرب منه الحمیر والخنازیر، واللّه لاتذوق منه جرعة حتّی تذوق الحمیم فی نار جهنّم!!). [9] .

أمّا الدینوری یصف واقعة الشریعة یوم السابع وصفاً مختصراً ودقیقاً حیث یقول: (فمضی العبّاس نحو الماء، وأمامهم نافع بن هلال، حتّی دنوا من الشریعة، فمنعهم عمرو بن الحجّاج، فجالدهم العبّاس علی الشریعة بمن معه حتّی أزالوهم


عنها! واقتحم رجّالة الحسین الماء فملاوا قِرَبَهم، ووقف العبّاس فی أصحابه یذبّون عنهم حتّی أوصلوا الماء إلی عسكر الحسین!). [10] .


[1] مقتل الحسين (ع) للخوارزمي: 1:346 عن كتاب الفتوح،5:162 ولكنّ كتاب الفتوح النسخة التي عندنا ليس فيها قصة كيف حفر الامام (ع) بئراً خلف خيمة النساء؛ وانظر: تاريخ الطبري:4:311-312 وأنساب الاشراف، 3:389.

[2] الاخبار الطوال: 255.

[3] كما في رواية أنساب الاشراف، 3:389.

[4] حميد بن مسلم الازدي الكوفي: هو في الاصطلاح الرجالي من أصحاب الامام السجاد(ع)، ومن المجاهيل! (راجع: معجم رجال الحديث، 6:297، رقم 4090 ومستدركات علم رجال الحديث، 3:289، رقم 5119).

وقد حضر حميد بن مسلم هذا واقعة عاشوراء،ونقل جملة من قضاياها فيما يشبه دورالمراسل الصحفي، لكنَّ نفس نقله لهذه الوقائع دليل تام علي أنّه كان في صفّ أعداء الامام الحسين (ع)،بل كان له أكثر من دور في خدمة جيش ابن سعد لعنه اللّه، فقد روي الطبري في تأريخه، 4:348 ونقل أيضاً العلاّمة المجلسي (ره)عن كتاب السيّد محمد بن أبي طالب (ره) أنّ عمر بن سعد سرّح برأس الحسين (ع) يوم عاشوراء مع خولّي بن يزيد الاصبحي وحميد بن مسلم إلي ابن زياد (راجع البحار، 45: 62)، وقد نقل العلاّمة المجلسي (ره) عن السيّد محمد بن أبي طالب (ره) أيضاً أنّ حميد بن مسلم هذا حضر أيضاً واقعة (عين الوردة) مع جيش التوّابين بقيادة سليمان بن صُرَد الخزاعي في قتالهم طلائع جيش الشام الذي كان أميره العام عبيداللّه بن زياد!! (راجع: البحار،45: 360-361).

[5] بغر: شرب فلم يروَ، فأخذه داء من الشرب!.

[6] تأريخ الطبري، 4:312.

[7] تأريخ الطبري، 4:312؛ وانظر: أنساب الاشراف،3:389، والكامل في التأريخ، 3:283.

[8] الفتوح، 5:164؛ وعنه مقتل الحسين (ع) للخوازمي، 1:346-346، بتفاوت يسير.

[9] أنساب الاشراف، 3:390.

[10] الاخبار الطوال: 255.